برميت وشوكولاته؟؟

برميت وشوكولاته؟؟



بقلم د. سلمان بن محمد بن سعيد
في احد أسواقنا الفارهة وأثناء تسوقه بصحبة العائلة سمع ابنته الصغيرة تقول لبائع الحلويات (حط لي كيلو من ذا) وهي تُشير إلى شوكولاته فاخرة؛ وختمت كلامها للبائع (وحط لي بعد كيلو من السيجارة) استوقفته كلمة سيجارة الخارجة ببراءة من فم طفلته الصغيرة؛ وأخذ يردد بينه وبين نفسه (يامال الستر أو القبر) أحست الطفلة بتمتمة أبيها واستيائه؛ فقالت سيجارة يعني حلاوا شوكولاته يابابا؛ هذي حلاوا تهبل يبه؛ ماقد ذقتها يبه؛ رد قائلا وهو يبتسم لطهارة ونقاوة الطفولة: الله يصلحك ياهالبنت؛ ماذقت السيجارة وانا شاب أذوقها والراس شايب؛ التفت إلى أُمها السعيدة (ببلاهة) بالتسوق في تلك الأسواق الفارهة وقال لها وانت يا أُم العيال وش لقيتي تنورة أو بلوزة على شكل جراك أو فستان سهرة على شكل سيجار هافانا؛ وبنبرة فيها حدة وحزم قال لها هيا لننصرف؛ وهو يخرج مفتاح السيارة ومحفظته من جيبه لدفع قيمة حلاوا السيجارة كما نطقتها ابنته الصغيرة؛ وأخذ يستعرض في ذاكرته طفولته المشوشة عن عادة التدخين؛ وكيف تكون الدعاية للسجائر والتي تتغير حسب الظروف والامكانات؛ فشركات التبغ كلما فقدت وسيلة لترويج بضاعتها ابتكرت وسيلة أُخرى؛ وأبناء جيلي لا شك يتذكرون كيف كانت الحلوى السائدة آنذاك هي (البرميت) وكانت تُسوق آنذاك أيضا حلاوا بيضاء اللون كالبرميت بشكل (بكيت سجائر) كان يُسمح باستيرادها ويتقبلها الأهالي ونقبل على أكلها نحن الصغار؛ أجزم الآن ان الكثير من جيلي وقع في عادة التدخين بسببها؛ فيكفي انها تشبه البرميت؛ والبون شاسع بين وعي الأهالي الآن وأهالي أيام زمان؛ فأهالينا كانوا (بفطرتهم) يكرهون ويحاربون كل ماهو خبيث (عادة التدخين في مقدمتها) لكنهم بسطاء لا يعرفون الهدف من وراء تصنيع (حلاوا بطعم البرميت) وعلى شكل سجائر في بكيت يحوي عشرين حبة كعدد السجائر بيضاء اللون المشهورة آنذاك والآن؛ وتمر عقود بين البرميت وحلاوا السيجارة؛ إلا اننا نحن الكبار نظلم الأطفال كثيرا بغفلتنا عنهم؛ فالطفل يأكل شيئا محببا إلى نفسه (شوكولاته) أول ماعرفها كانت على شكل وإسم سيجارة؛ كم سيكون احتمال وقوعه (وقوعها) في عادة التدخين عندما يكبر؛ كما وقع الكثير من جيلي الذي جذبه البرميت في أول الأمر؛ وإلى سوانح قادمة بإذن الله
منقـول

يعطيك العافيه اخي وائل تمنياتي لك بدوام التوفيق

مشكور اخوي شليان ويعطيك الف عافية على المرور